بقلم شاهد عيان
لا حول ولا قوة إلا بالله حتى الجنازة لم تسلم من افتراءات متسول المنابر الذي حاول استغلال مآسي عائلة مغربية فقدت اثنتين من فلذات كبدها إثر سقوط شجرة على خيمة كانتا بداخلها بمعية أسرتهما في مخيم للإصطياف بمنطقة توسكانا الإيطالية. وكان لهذا المصاب الجلل وقع أليم على كافة مكونات المجتمع الإيطالي التي تعاطفت مع عائلة الضحيتين وحتى الجهات الرسمية تفاعلت بشكل إيجابي مع الحادث بما في ذلك رئيس مجلس الوزراء "جوزيبي كونتي" الذي صرح على صفحته على الفيسبوك بما يلي: " الموت المأساوي للشقيقتين اللتين كانتا في عطلة في مارينا دي ماسا يؤلمنا بشدة، عطلة تحولت إلى مأساة". وعبر كونتي عن مشاعر التعاطف القوية مع والدي الضحيتين وذويهما. كما أن الهيئة الدبلوماسية والقنصلية المغربية قامت بواجبها كما ينبغي.
وفي الوقت الذي عبرت فيه الجالية المغربية عن حزنها العميق وتضامنها المتين مع عائلة الفقيدتين تحركت خفافيش الظلام وفي مقدمتهم متسول المنابر بتورينو الذي حاول الركوب على مأساة عائلة ليسرق الأضواء ويحرز شرفا ليس له. وبمكره المعتاد ربط الإتصال بالعائلة ونصب نفسه دون علمها وصيا عليها وبدأ يتحرك كوكيل مفوض غرضه الوصول إلى الأطراف المعنية قصد توسيع شبكة علاقاته العامة. باءت محاولاته بالفشل لأن العائلة تعاملت مع الجهات المختصة وذات المصداقية من سلطات محلية وقنصلية واختارت الإمام عبدالقادر لأداء صلاة الجنازة.
نزل الخبر كالصاعقة على متسول المنابر وأرعد وأزبد وفي هذيانه اعترض على الإمام المغربي واقترح أن يصلي صلاة الجنازة إمام تونسي "تفاديا لحساسيات الأئمة المغاربة" حسب قوله.
"شفتو الوطنية؟" "نو كومانت"
عائلة مكلومة، وجالية مصدومة، وإمام مزور، متسول منابر يقتات من مآسي العباد ويعيث الفساد في البلاد ويناور من أجل الظهور وسرقة الأضواء قبح الله مسعاه. انتهى الفصل الأول من المسرحية الهزلية الدنيئة، التي كان فيها متسول المنابر البطل الأوحد، بفشل ذريع حاول تعويضه في الفصلين المتبقيين اللذين فصلهما على مقاسه.
الفصل الثاني يكمن في مشهد وحيد تجسده صورة يتيمة التقطت في مدخل المقبرة لمتسول المنابر رفقة عمدة المدينة. نشر الصورة على حسابه وعلق عليها: "عند وصولنا إلى المقبرة رفقة عمدة المدينة" مما يوهم القارىء والناظر بأن العمدة حضرت فقط لمرافقة فارس الفرسان وزعيم القبيلة في مهمته النبيلة. هناك من ذهب به خياله إلى أبعد من ذلك، فالصورة والتعليق يوحيان بأن صاحبنا قضى الليلة مع العمدة، وأفطرا سويا، وجاءا معا لتقديم فروض العزاء. لعن الله من لا يستحيى.
أورد شاهد عيان أنه رأى متسول المنابر بمدخل المقبرة يتربص ويترقب دخول أي مسؤول ليبادر بالسلام عليه والترحيب به وكأنه معني بالأمر أو من أولياء الضحايا. لم يكن حضوره لدواعي إنسانية أو دينية أو وطنية بل كان همه الوحيد هو أخذ الصور وتلفيق التعليقات التي تتماهى مع أعراض جنون العظمة التي يعاني منها متسول المنابر المقيت.
الفصل الثالث والأخير كان مثيرا للسخرية والإشمئزاز والشفقة، فبعدما صلى الشيخ عبدالقادر صلاة الجنازة وبدأ جموع الحاضرين في المغادرة أخذ متسول المنابر الحقير الكلمة دون إذن العائلة وصار يخاطب الأموات أما الأحياء فقد انفضوا من حوله ولم تنطلي عليهم بهلونيات إبليس لعنة الله عليه دنيا وآخرة. وأسدل الستار على تمثيلية رديئة كان بطلها متسول المنابر الذي لم يحصد سوى الخزي والعار في حين كان يصبو للشهرة وتلميع الصورة. اللهم لا شماتة.
مع العلم أن تلميع الصورة لا يجدي نفعا أمام الواقع وصدق "التقارير المعلومة" المدعمة كالعادة بالحجة والبرهان.
إنكشف أمرك يا بعر الطين متسول المنابر وإلى الأبد.
Nessun commento:
Posta un commento